قراءة في رمزية "أديش كان في ناس" للسيدة فيروز ..

قراءة في رمزية "أديش كان في ناس" للسيدة فيروز ..
بقلم : محمد حسن الدبس
.
فيروز أيقونة موسيقية تختلف عن أي مطرب ؛ ففيروز أشبه بنوتة موسيقية بشرية ؛ ليست مجرد مطربة .. لقد تجاوزت الكلمة لتكون علامة موسيقية ثامنة .
اثارت اهتمامي أغنية "أديش كان في ناس" فكلماتها أعمق بكثير مما تبدو .
لن أطيل المقدمة وأكثر من فنون الكلام ؛ سأدخل في صلب الموضوع .
-1-
أديش كان في ناس .. ع المفرق تنطر ناس
وتشتي الدني ويحملوا شمسية
وأنا بإيام الصحو ما حدا نطرني
.
تتحدث الأغنية عن تجمع للناس على مفترق طرق ؛ والمفرق هو نقطة التحول الاجتماعي ؛ وتصور لنا الأغنية طبيعة الجو العاصف والناس تحتمي بالشمسية وتنتظر المجهول ؛ بينما في أيام الصحو أي الأيام المريحة والتي يمكن فيها بسهولة تحديد الطريق ولا حاجة للانتظار في هذا الجو العاصف .
ليكتمل المعنى متحدثا عن حالة الفوضى والقلق من التحول الاجتماعي في ظل عدم الاستعداد في أيام الصحو .
.
-2-
صرلي شي مية سنة مشلوح بهالدكان
ضجرت مني الحيطان ومستحية تقول
وأنا عيني ع الحلا ، والحلا ع الطرقات
غنيلو غنيات ... وهو بحالو مشغول
نطرت مواعيد الأرض وما حدا نطرني
.
هنا تصف الأغنية الإنسان المنغلق منذ أمد طويل في دكانه "حيث ترمز الدكان للعمل الروتيني البطيء"
وتكمل الصورة بأن الحيطان أي أوابد المكان ضجرت من حالة الجمود والروتين التي يعيشها هذا الإنسان .
رغم أن الإنسان يسعى من خلال هذا العمل الممل إلى "الحلا" وهو رمز للقيم الجميلة من حرية وسعادة وخير .
لكن هذا "الحلا" موجود في كل مكان وبحاجة بسيطة للتفكير "خارج الصندوق"
ورغم غناء الحلا للإنسان الكثير من الأغاني وهي رمزية لنداءها الجميل ، بقي مشغول بروتينه الممل !
ويشتكي "الحلا" بإنتظاره للكثير من مواعيد التغيير إلا انه لم يحدث .
.
-3-
صرلي شي مية سنة عم ألف عناوين
مش معروفة لمين ، ووديلن أخبار
بكرى لا بد السما لتشتيلي ع البال
شمسيات وأحباب ، وياخدوني بشي نهار
واللي ذكر كل الناس بالآخر ذكرني
.
تصف لنا في هذا المقطع حال الفئة المتنورة ، في سعيهم القديم للتغير عبر كتابة "عناوين" وهي ترمز إلى أمرين : الأول كتابة الكتب والمقالات لغاية التوعية ، والثاني عناوين برمزية مكانية وزمانية كعناوين الأماكن والمواعيد .
"مش معروفة لمين" لا تقصد بها المجهول أو العشوئية ، بل التعميم أي أنها تخاطب جميع الإنسان ، مرسلة لهم هذا النصح والتوعية لقيم الجمال وسبل الوصول إليها .
وتترك في الختام أملا بالتغيير من قبل "السماء" وهي رمزية للمحرك الأول أي الحاجة الجمعية والوعي الجمعي للمجتمع ، العقل السماوي ، أو الله كنظرة دينية .
.
-4-
لقد رمزت السيدة فيروز والرائع زياد الرحباني بكل رومنسية ومحبة لقيم الخير والجمال والحق .
هذا الإتجاه الصوفي للمعرفة بشكله الحديث القديم عبر الموسيقى والشعر وكل جميل .
.
أتمنى أن يكون المقال قد نال اهتمامكم وإعجابكم .
لطفا : إضغط لايك للمنشور ؛ وعلق برأيك فهو يسعدنا أو على الأقل بنقطة لدعم الصفحة .
شاركوا المقال أيضا ليصل لأصدقائكم .
شكرا جزيلا
محمد حسن الدبس
سوريا - حمص
22-05-2010
#mohammed

تعليقات

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. أول مرة فى حياتى أفهم معنى كلمات الأغنية بالرغم انها جميلة جدا و بحبها و برددها بس ما كنتش أعرف معانيها

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وهم - قصة رعب